لأن أول ما نزل هي الكلمة , و أول ما نتعلمه هو الكلام , السحر البدائي الذي يأسر القلب و يأخذ العقل و يستميل السامع و يحفز النفس و يقوي الهمة و يذلل الصعاب و يرسل طرفا مما أصاب عاشقا و يسري مصاب و يواسي حزينا و يعمر بيوت.
أو هي الكلمة تطفش اللي في وش سيادتك و تكره فيك القاصي و الداني و تجلب لك المصائب و قطع اللسان و خراب البيوت و دخولك جهنم و بئس المصير.
الكلمة مملكة لها فرسانها و جنودها و شهداؤها و الساعين اليها و المحتمين بها و المدافعين عنها و أيضا الواقفين لها بالمرصاد.
الشعر كلام و الأدب كلام و السياسة كلام وأصعب قراراتنا كلام و العداوة كلام و المحبة كلام وأخبارنا كلام و الفعل يأتي لينفذ كلام أو ليقف ضد كلام.
و لأن لكل صنعة مستلزمات , و لكل سحر أدوات , كانت أداة سحر الكلام هي الكتابة هي الحروف , ازاي تلبس الصوت توب على الورق , ازاي تخلي الخطوط و رسم القلم و ضربة الكيبورد معنى , عصا موسى يضرب الحجر يتفجر ينابيع مياه أو يضرب البحر يصبح طريق جامد .
من هنا كانت البداية معرض للكلمة يجمع أشكالها و ألوانها في محاولة لنقل السحر و الجمال للقلوب و العقول و صنع جسر ينقل نور المعرفة و الفكر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق