الجمعة، 25 يناير 2013

مصر ....قارب مملوء بالثقوب

كتب صديقي د.عمرو منير هذه المقالة في منتصف يوليو 2008 و رغم مرور أكثر من أربعة أعوام الا أنها لا تزال مطابقة حرفيا للأن لأوضاعنا.....


مصر ....قارب مملوء بالثقوب


أحباط ...أحباط .....أحباط هذا هو الشعور العام الذى يملأ الجو العام فى مصر أسعار خيالية فى أرتفاع مستمر بشكل جنونى ....بطالة منتشرة فى كل مكان ....فساد مطبق ولا أمل فى تغير سياسى قد يحمله الزمن للبلد يجعلها تنفض عنها كم الأتربة المخيف والذى يملأ الأفق

وسط كل هذا وجدت ما بدأ يزيد قلقى ففى نفس الشهر تقريبا أثنان من أصدقائى هاجرا الى أمريكا بشكل فجائى ولن أقول أن أحوالهم فى مصر كانت دنك مثلا ولكن على العكس كانا ميسورا الحال ولهم وظائف ثابتة مضمونة المستقبل ....

عندما سألتهم على الهاتف عن سبب الهجرة المفاجئ رد على أحدهم بأن البلد "مصر" أصبحت أشبه بقارب مملوء بالثقوب وسيغرق سيغرق وهو يغرق بالفعل وبالتالى فالهرب لا مفر منه .....

أذا كانا ميسورا الحال ومع ذلك محبطا الى هذه الدرجة فما بالك بأفواج البطالة ومريديين طوابير العيش

كنت دائما أرفض الهجرة ومازالت ....

سأمكث فى بلدى مصر ولن أتركها لولاد" الهرمة "اللى ماصيين دمها

نعم مقهور ....مسحوق.... محبط .......ولكن

باقى فى بلدى وسط أهلى الى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا

وأقول لبلدى


غنى ودقى الجلاجل مطرح ضرب القنابل

بكرة تطرح سنابل ويصبح خيرها ليا

عيال خلا.......

وقف" العزب" مندهشا بهذا المبنى الضخم ذى العلامة التجارية المشهورة ,نظر الى عين البليتشو الموضوع على الشعار فى أنبهار ,لطالما رأى أعلانات هذه المحلات فى التلفاز أو فى أعلانات الورق المقوى التى توزع مع الأهرام مجانا بشكل دورى , كانت المرة الأولى له التى يعيد فيها خارج قريته فعمره هو وأصدقاءه لم يتجاوز الثانية عشر ومع هذا كانوا يشعرون أن نزولوهم الى المدينة هو بمثابة أعلان عن نضجهم فها هم تركوا بيوتهم وتحملوا الحشرة الخانقة فى السيارات الكبوت المتجهة الى المدينة .....
لم يشعر "العزب"بنفسه الا وأحد اصدقاه يهزه بشدة , نظر الى أصدقاءه وهو يرفع يده باتجاه المبنى الزجاجى المهيب
-شايفين
-الا شايفين
- مش جلتلكوا ان البندر مفيش أحسن منه
- صح ياعزب هنا الناس عايشة حياتها ولا الخوجات اللى فى الافلام,
-ايه رأيكوا نخش ناكل جّوة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
-أنت شكلك تعبان فى دماغك منين حنجيب الفلوسات اللى حناكل بيها ؟!! ده شكله حراج جوى
أخذ الجميع يقلبوا جيوبهم كمن يفر صفحات كتاب , عدياتهم جميعا لم تكن تتجاوز الثلاثين جنيها شاملا تكاليف العودة ,
-حنعمل ايه؟؟!!!
-كل عيد وأنت طيب !!!
-يعنى مش حناكل جوه
-شكلها كده
-عندى حل !!
-ايه هو؟؟؟؟؟؟
-واحد فينا يخش ويجبلنا وجبة واحدة ويطلع وكل احد فينا يخده جتمة وأهو أسمه داجه
-طب فى مشكلة مين فينا اللى حيخش
رد الجميع فى نفس اللحظة "أنا " وما فتأوا أن دب الخلاف بينهم
-أنا اللى جبت الكاسيت يبجا أنا اللى أخش
-لا فالح ياد أنت حتزلنى بالكاسيت السافف بتاعك
وأستمروا فى النقار حتى طرأ الى ذهن العزب فكرة
-خلاص .......عندى فكرة
-جول يا أبوا العريف
-نعمل جرعة واللى يكسب هوا اللى يخش!!!!
أثنى الجميع على الفكرة و كان التسأل كيف ؟؟ وكان "العزب جاهزا بالرد ,أحضر عصا وكسرها الى خمس أجزاء ووضعها فى كيس أسود وطلب من كلا منهم أن يتناول جزاءا والذى يتناول الأصغر هو الرابح......
أنتهت القرعة بفوز العزب والذى لم يصدق أن حلمه كاد أن يتحقق, أخيرا سيخطو ألى أحلامه ,أستجمع قواه ليدخل عبر البوابة الزجاجية للمبنى , أخذ الباقين ينظروا اليه فى حسد بينما بطونهم تئن وتئن أستعدادا لالتهام هذا الرغيف الافرنجى الشهى الطلعة والذى يملأ شاشة التلفاز فى الأعلان لدرجة أنك تكاد أن ترى شريحة اللحم والسلطات تقفز من الشاشة الى فم المشاهدين .....
بينما هو يصعد درجات السلم القليلة أذ بصوت هزيل يصدر من خلف حاجز حديدى أسود عليه شعار وزارة الداخلية
-ياولد .....تعالى هنا!!!!
تحرك العزب بأتجاه الحاجز ليرى وجه عجوز نحيل يكاد يختفى فى زى الشرطة الواسع ينظر اليه فى حزم من خلال شباك الحاجز.....
-أنت رايح على فين؟؟؟؟!!!!!
-داخل جوه ياعم الحج
-تعمل أيه ؟؟
-أشترى أكل
-ممنوع
- أيه هو اللى ممنوع
-ممنوع الدخول
-ليه هوا النهاردة أجازة ؟؟؟
-تمام هو كده .
-أمال الناس اللى جوه دى دخلت كيف ؟؟؟!!!!
-ممتعبنيش ياد جلنا ممنوع ...أيه حكّاية هية!
شعر العجوز ان كلامه الى الصبى كان فيه قسوة
-أنت أسمك أيه ياولدى ؟
-العزب ياحج
-منين ياعزب ؟
- من الرزيجات
- بص ياعزب المكان ده مش بتاعنا ده معمول عشان أهل البلد اللى معاهم
أحس العجوز أن الصبى لم يفهم قصده مما جعله يسأله بطريقة أخرى .....
-أنت معاك فلوس الأكل هنا غالى جوى....
-متخافش ياعم الحج ...خير ربنا كتير
-خسارة ياولدى الجرشينات الأكل هنا غالى بالكدب ومبيشبعش فروجة
-أمال الناس اللى جوة دى كلها داخلين ليه.....
-دى عالم بتتمنظر ياولدى ,أجطع دراعى أنهم بيروحوا ياكلوا فول عشان يشبعوا بعد المجلب اللى خدوه
لم يفلح العسكرى فى أقناع الصبى المتلهف على الدخول
-شكلك ياولدى دماغك ناشفة .....خش بس لو سألك حد أنا مشفتكش ....ماشى
-ماشى
لم يعبأ العزب بكلام الحارس وتنبيه ,دفع الباب الزجاجى فى تلهف .....أحس بتيار من الهواء البارد يندفع ألى أركان جسده الضئيل عبر فتحة الجلباب العليا...تحرك فى بطء لعله يشبع رغبته فى حفظ المكان لعله لا يراه مرة أخرى ....
كان المكان يعج بالضجة فأصوات الموسيقى الاجنبية الصاخبة مختلطة بوقع أقدام عمال المكان والزبائن كانت تصنع ضوضاء مستثاغة لديه ,وكان المكان مدار بواسطة أمرأة سمينة بجيب أزرق وبلوزة حمراء معممة بكاب أزرق مطبوع عليه شعار المكان , كانت تكفى أشارة واحدة لتجد الجميع ينطلق كومضة الضوء الى المكان التى تشير أليه.....
كان الدور الأرضى ممتلئ على آخره بالأسر الغريبة والمتنوعة كأنه فى أحد مقرات الامم المتحدة ,لفت نظره فى الركن الأيمن من الرواق الخلفى للدور الأول وجود أسرة تبدو عليها علامات الثراء الفاحش وكانت تعامل الجميع بأزدراء واضح وعلى رأسهم رئيسة المكان ويخاطبونها بينما يطلقون أنفاس الدخان الفاخر حتى السيدات منهم دون أن يعترض أحد من رواد المكان وعلى بعد خطوات قليلة من تلك العائلة الغريبة فى الجهة اليسرى كانت هناك أسرة أخرى كان أطفالها يحملقون فى جنبات المكان ويبدو عليهم أنهم يرتادوه للمرة الأولى مثل العزب تماما كان الأب ينادى أحد العاملين دون أن يعيره أحد أنتباها!!!!!!!
توجه العزب الى الكونتر حيث يدفع الزبائن الحساب ليحصلوا على بون الوجبة ليستلموها من الديسك بعد ذلك ,رفع العزب رأسه نحو الرجل الجالس أمام الكونتر ....
-ياعم ......ياعم
نظر الرجل ألى مصدر الصوت الغريب اللكنة ليجده صبيا ضئيلا قصيرا ذى جلباب رمادى فضفاضا مغبر بالتراب تماما كوجه صاحبه الأسمر....
خاطبه الرجل فى غلظة...
-أنت يالى دخلت هنا أذاى؟!
رد الصبى فى رعب
-من الباب ياعم ...
-أنت هتسطعبط يالى
سحب الرجل الفتى من قفاه ألى مديرة المكان
-بصى يمدام العينات اللى بتخش المحل
ردت المديرة فى أقتضاب
-الواد ده أزاى دخل هنا ؟! أمال الأمن بيعمل أيه برة
-مش عارف ياريسة
-نادلى الراجل الخرفان اللى قاعد على الباب برة زى قلته
ذهب العامل لينادى العسكرى العجوز الذى لبى ندائها على الفور ,كاد العسكرى أن يسقط وهو يسرع الى المديرة ....
-نعمين ياست هانم ,حدرتك عيزانى؟؟
-أنا مش قلتلك قبل كدة مش عايزة أشوف أى عيل خلا جوه الفرع عندى هنا
-حصل ياست هانم ...
-أمال الواد ده دخل هنا أزاى؟؟؟؟
نظر الشرطى العجوز الى الصبى المرتعد محدثا أياه فى عصبية مفتعلة...
-أنت دخلت هنا أزاى يابن الرفضى
-من الباب ياحج
ردت المديرة كمن أمسك خيطا
-سمعت ياراجل ياعجوز أهو دخل من الباب ياعنىأنت سبته يخش ,هية أيه وكالة من غير بواب ,والله العظيم لكلم المأمور يبعتلنا حد غيرك ,أنا غلطانة أنى خليت عندينا واحد مفوت زيك
-بالهداوة ياست هانم كلامك ده بيجول أنى أنا دخلته جاصد ,طب والله العظيم ماشفته وهوا داخل
وجدت المديرة أن تنهى الحديث بسؤال الصبى
-بص ياد أحنى حنسيبك تمشى ومش حسلمك لشرطة السياحة بتهمة التسول بس بشرط واحد!!!
رد العزب وهو يبكى
-أى حاجة ياست هانم بس بلاش الشرطة
-كدة تعجبنى ...سؤال واحد تجاوبلى عليه ,الرجال العجوز ده سابك تخش والا مشافكش وأنت داخل
تغير لون العجوز والذى بادر الصبى
-أيوة جول الحجيجة ياولدى أنا شفتك جبل كده؟؟؟؟؟
رد العزب بمرارة
-لا يست أنا أتسحبت من غير الراجل ده مايخد باله.
أخرج العزب من المكان بقسوة لم يتوقعها هو ولا حتى حارس الأمن المسن
قابله أصدقاءه بوجهم البريئة
-أيه ياعزب أيه الأخبار صح الأكل جوة شغال زى ما بيجولوا ؟؟
رد العزب فى مرارة
- أنسوا المحل ده المحل ده مش بتاعنا لأننا ببساطة عيال البلد دى "عيال خلا"
- (تمت)

 بقلم : د. عمرو منير

الحضره الالهيه




(مزمور )

من كنت روحا فكان.. ولايزل
يوم ائتلفنا قبل عمر بالازل
يوما سنمضي تاركين الاجل   

--------------------------------------------------------------------------
                                    ---  كان     ---    

جالسا في الملكوت
الكون ...الاشهاد
سكونا وسكوت
ونفخ
من قبس روحه روحنا
من طين صرنا ها هنا
ونظر
النظره وقعت في العدم
لحظه ولاده حبنا _ فيض لنور محبته_
شهقه فؤادك من الم
فجأه التفت
قال
 (الست بربكم ؟)
قلنا
(بلي )....
--------------------------------------------------------------------------
                                  ---    كن    ---

وعلم" ادم" الاسماء كلها
ثم انتظر
ونظرت نورا قد احاط بروحنا
وقال (كن)....وانت ايضا بمشيئتي فل(تكن)
اخبره ادم اسمه
اخبرها ادم اسمها
اني اصطفيتكما معا
وسمعت اسمك من سحيق في الازل
هيا اذهبا...ولاتقربا
وعرفت اني دون حبك مبتلي
--------------------------------------------------------------------------
   ----   فيكون  ----

صرخه ميلادك سابقه
وسمعتها في الافق
ونظرت عين محبتي
وكنتي
قد حان وقت ولادتي
وكأن قابله الشتاء تعرف سرنا
 تعلم بانك مفترق..).
وستمض وحدك تحترق)
وكنت....
اين الرفيقه ؟؟؟
واغتربت فصرت طفلا باحثا
( في (حقيبه امي_ دفاتر ابي _ وجه اختي الرضيعه _روض الاطفال _زهور مدرستك_اهازيج الصباح
.وانتظرتك عشرا
هل جئت حقا عالمي ام جئت زمنا عابثا ؟؟؟
ولمحت وجها لم يكن لبشرا
الطمأنينه ....تلك العتيقه
وصارت احلامنا
وصرت اوقن  اننا....  سنخط دوما حرفنا 
من الثري الي الوري
----------------------------------------------------------------------
قال الست بربكم؟؟؟
قالوا
(بلي)


بقلم:د.أحمد أبو القاسم



الأحد، 20 يناير 2013


نظرية القٌمٌّص


        تبدأ القصة عندما تم تعيين موظف جديد يدعى القمص ليعمل  كمشرف غرف ولكن لظروف صحية خاصة به تم منعه من العمل بغرف النزلاء وقصر عمله على غرف العاملين وكذلك تواجده في الأماكن العامة لفترات محددة
لأول وهلة عندما تراه تشعر بالأسى أو الحزن فكيف لهذا الشخص ذو الأحتياجات الخاصة يعمل بهذه الوظيفة المجهدة وكيف له أن يقبل وهو ذو تعليم عالى ان يرضى بهذا الراتب الضعيف الغير قابل للزيادة وعدم امكانية الحصول على مصدر ثاني للرزق في هذا العمل
شأنى شأن سائر زملائي بالعمل تعاملنا مع هذا القمص بالعطف والاحسان في  حدود امكانياتنا الضعيفة هى الاخرى ولكنها نسبة اليه أفضل بمراحل الا انى كنت أستغرب كره ونفور شركاء قسمه منه وتضايقهم من مجرد وجوده ولكنه نجح في ان يحول نفسه الى أحد أهم الأفراد بهذا الفندق العائم وذلك بأنه كان يملك ما لم يملكه أحدا منا...الوقت
فلم يكن أحدا منا ليملك الوقت ليشترى حاجياته الأساسية من خارج الفندق الا نادرا وكذلك عدم وجود منافذ لشراء هذه الأحتياجات طوال الوقت لأنها ترتبط بشكل اساسي بمكان تواجدنا
الا القمص فكان يملك الوقت الكافى الذى يتيح له الخروج والذهاب لأى مكان في أي وقت بحكم عدم وجود عمل حقيقي له داخل الفندق كان كلما يصرح احدنا بحاجته لشراء شىء كان القمص يتطوع لشراءها وبالطبع مقابل بضع جنيهات له وكذلك بدأت القصة أصبح القمص هو المورد الرئيسي لأى شىء في أى وقت هو تقريبا لا ينام الا بضع ساعات وتطور أداء القمص من مجرد التعامل مع العاملين ليصل لرؤساء الأقسام ومنها للمديرين وليس انتهاء بمرشدين المجموعات حتى تحول القمص الى أسلوب حياة
فكنا لا نستطيع التفكير في شراء شىء الا ويتوارد الى ذهننا من سيقوم بشراءه من الخارج وما هى الا لحظات وتقرر أن من سيقوم بشراءها هو القمص ولحظات اخرى ويكون القمص امامك وبعدها بدقائق وسيكون ما اردته بين يديك
واستمر الحال على ما هو عليه ويزداد اعتمادنا على القمص وساعد على ذلك معرفته الفريدة بأماكن بيع أي شىء في أي مدينة نكون فيها وبذلك يكون هذا القمص هو غايتنا في حد ذاته وما كان ينفر زملاء قسمه منه ايضا هو حرصه الشديد على الاعتداء على اختصاصات عملهم كذلك التواجد في اماكن عملهم بشكل مستمر بداع او بدون وبالطبع لم يفهم احد منا هذا التصرف الا افراد طاقم قسمه الذي بدأ بالشكوى من استحواذ القمص على اكرامياتهم من النزلاء بهذه الطريقة بل وجعل الامر يبدو كصدفة او كرم من النزيل مما يترتب عليه نقص مواردهم من النزلاء وهم الذين يبذلون الجهد الاقصي وكل العمل المرتبط بالنزيل ليأتى فيأخذ مقابل عملهم بدون وجه حق
وجاءت لحظة وجدت فيها القمص حزين ويجلس وحيدا فذهبت لأساله عن سبب أساه لأسمع ما هالنى  بأن السيارة الأجرة التى يمتلكها قد تعرضت لحادث وانه حزين على مبلغ اصلاحها وايضا فترة توقفها عن العمل للاصلاح وكذلك الدخل القادم منها
سالت نفسي هل يملك القمص سيارة يؤجرها؟ فلم يرضى بهذا العمل المهين اذا كان يمتلك ما يغنيه عنه؟
وعندها سألت أحد العالمين ببواطن الامور لأكتشف ما هالنى وهو ان القمص من اصحاب الاملاك بالفعل بل ويمتلك ارض زراعية بجانب السيارة الاجرة والمنزل وان عمله هنا ما هو الا زيادة لدخله ولتوفير ثمن السيارة الثانية كادت الصاعقة تنال منى وانا افكر بنفسي وراتبي المتهالك وبدلتى المهترأة لأسأل نفسي هل يقبل القمص أن أعمل لديه على السيارة الجديدة......؟



بقلم: أ/ هيثم شاهين

السبت، 19 يناير 2013

كرهتنى لاسم






اسمي يشبه كثيرا اسماء من هم في جيلي مع قلة تكراره ودلالته على صغر سنى الا ان قله تكراره ما يجعل اى شخصية تحمل هذا الاسم تعلق ف الذاكرة ويتاثر العقل الباطن بكل من نقابله بخلفية خبرته معه شخص يحمل هذ الاسم فان كانت التجربة غير سعيدة تجده متحقز ضدنا ليس لشىء الا للاسم فقد ارتبط في ذاكرته بشخص اذاه وان كانت سعيدة فانه يتعامل معنا كمان كان يتعامل معه الحامل السابق للاسم ويتوقع معاملته كما كان سابقنا يعامله.
صدقا لم يكره احدا اسمه كما كرهت اسمى ف طوال حياتى وانا اسير هذه الاربع حروف والتى تبدا بحرف ال (ه)الحرف رقم 26 ف الحروف الهجائية وكما هو متوقع كنت دائما في ذيل القوائم التى ترتب ابجديا وهذا ما كان يجعلنى انتظر طويلا ف اي شيء ف اصحاب الاسماء اللتى تبتدأ بحروف في راس الابجديات غالبا ما ياخذون افضل المواقع وافضل الاشياء في اقصر الاوقات حتى كبرت لاعرف انى في ذيل قائمة الحياة وانى دائما لن احصل على الافضل ودوما ساخسر الكثير من وقتى بلا فائدة ف تعلمت من اسمى فضيلتين الصبر والرضا وحينها اعتززت باسمى جدا
يوما ما قرات مقال للصحفى الساخر يوسف معاطى يروى قصته مع اسمه حمدت الله ان اسمى يبدا ب(ه)وليس (ي)فان كانت قائمة من 28 اسما كنت انا فيها ال26 فانه كان الاخير اى احساس هذا انك الاخير بسبب اسمك فابتسمت ورضيت بل وفرحت لحكمة لم ادركها فانا كنت انظر خلفى في الصف فاجد من هم خلفى اما هو فلا يرى الا ظله
احببته,عشقته احببت التميز به ف عندما ياتى ذكر شخص ما ف يقال فلان فلان(اسمه واسم ابيه)اما حين اذكر ف فقط يقال اسمى ف يعرف المستمع من يقصده المتكلم بل واصيحت اغار عليه حين اقابل من يحمل نفس الاسم واتسائل من هذا ليحمل اسمه انا حامله تحول معى الاسم الى لقب او وسام او نوط لا يحق لاحد حمله غيري
اما ما كان يؤرقنى سابقا بهذا الاسم كان ايضا رمزيته لصغر الحجم او ليونة صاحبه الا ان ضخامة بنيانى وكذلك قساوة ملامحى بالاضافة لشخصيتي الحادة محت ما بهذا الاسم من ليونة....
انا وهى والاسم...
حين قابلتها في بادىء تعارفنا لحظة نطقى باسمى رايت خيبة امل في عينها كمن تقول الم تجد غير هذا الاسم..استغربت النظرة التى لم افهمها في حينها وما هى الا لحظات وكانت مقابلتنا الاولى اكثر من رائعة ثم جائت الثانية والثالثة ف الرابعة ولاحظت خلالهم انها تتجنب نطق اسمى وكنت افتقد سماعه يتردد على شفتيها  ف كانت تستبدله بالقاب عامة كانت تزيدنى شوقا لاسمى ووجدتنى اصمت وينعقد حاجباى لاسأل بسخرية((انسيتى اسمى؟)) ف صمتت وطال صمتها حتى نسيت سؤالى واذا بها تخبرنى بسرها العظيم في ثلاث كلمات ((اسم حبيبي السابق)) وكنت انا على معرفة مسبقة بهذا الحبيب الذي لا تستطيع ان تصفه انسانا بعد ما فعله بها .
لم ادرك كم من الوقت صمت ولكن ما ادركه انى هززت برأسي ك علامة تفهم وكذلك نظرة باردة توحي بعدم الاهتمام واليكم ما حدث بعدها...
انا وهى واللعبة.....
بعد فترة الصمت  انفلت زمام لسانها لتبدأ حديثها بان الاسم لا يفرق معها غير انها لم تعتد ان تنادى به غيره ثم استطردت تحكي قصتهما معا ووجدتنى اقارن بيني وبينه ف كل كلمه ولكن ما لم اتوقعه ان اجدنى ادافع عنه باستماته لم اعرف هل ادافع عنه لانى ادافع عن رجل مثلي ام لانه على حق ام لانه يحمل هذا الاسم ف انى بالتبعية ادافع عن نفسي حتى انها لاحظت دفاعى عنه الغير مبرر ف قاطعتنى بسؤال((هل تعرفه؟))اجبت بالنفي ف سالت عن السبب فاشرت بعلامة لا اعلم واغلقنا هذا المجال واذا بها بعد ذلك تضعنى بمقارنه معه ف كل موقف دون ان تصرح ولكنى لاحظت نظرة الترقب في عينها عند كل منعطف نمر به سويا تلك النظرة التى تقول (ارنى ماذا ستفعل)ف كنت اشعر دائما بهذه الملاحقة..اول الامر استهوتنى اللعبة ف كنت في تحد مع نفسي ومعه ومعها في آن واحد واستمر الحال هكذا انتصار وراء الآخر وتحد بعد تحدي حتى انتهت اللعبة واعلنت انى انا مختارها صاحب الرقم القياسي اول من وصل للمنتهى ومن قطع الطريق خلفه امام اى احد اخر يفكر ان يسلك هذا الدرب وهنا قررت انا ايضا مصارحتها بحقيقة انها كانت تحدي لى لا اكثر ولكن حدث ما لم اكن اتوقعه ان شيئا في صدرى تحرك ف انقلبت اللعبة واصبحت اسير جزاء عملى لكن عقلى ظل يناضل ليكسب ارضا بساحة  قلبي وهذا القلب ظل رافعا راية العصيان عسى ان يخنع العقل وكانت حربا ضروس انتصر فيها كالعادة العقل وكانت كأى حرب تترك وراءها ضحايا فقد كانا قلبينا هما ضحاياها ...انتهت الحرب ولكن ظلت معارك الاستنزاف بيننا تفقدنا ما تبقى فينا من كبرياء وذكريات ومشاعر الا ان اتت المعركة الاخيرة حيث هزمت جميع الاطراف وامتلأت الساحة بالدماء والاشلاء ولم يتبقى شىء الا احساس بالبرودة ولم نعد نشعر بشىء اطلاقا حتى وخز كلمة احبك لم نعد نشعر بها ف اصبنا بالتبلد وانزوى كل مننا يلملم اشلاء قتلاه غسلناها بدموعنا وطيبناها بمسك دمانا وكفناها في اكفان ايامنا وذكرياتنا وشيعت الجنازات الى قبر صدورنا واشتغلنا نلقى عليها برماد الاحاسيس العذرية ونكفكف عليها لنرش عليها ماء شهوتنا ونقف لنرتل زجلا كتب فقط عشقا لها وها هو يقرأ لرثائها ف ها نحن ندفن كل ما تبقى فينا حتى انسانيتنا
ننتهى ليذهب كل منا يبحث عن فريسته القادمة ليقتات على مشاعرها احاسيسها احلامها براءتها فقد تحولنا الى مصاصي احلام بل مصاصي انسانية ....وابتدت اللعنة

بقلم:أ/هيثم شاهين

ديسك توبّي



شايفين .... ده ديسك توبّي
وانا اللى واقف هناك ده ف الباك جراوند وجنبي عربية طبعا مش بتاعتى ف شارع طبعا مش شارعنا يعني مثلا انا هيبقى عندي عربية ب380 الف؟ وساكن ف الميرغنى؟طيب ايه اللى مخلليني قاعد بكتب دلوقتى؟ ما علينا .... نكمل
عادي جدا هتلاقي فيه الريسايكل مع انى مش بستخدمه ... مفيش عندي فرصة تانية لاى فايل اللى بيتمسح مرة ياخد شيفت وديل على طول
وفى ماى دوكيومنتس هتلاقى فولدر كتاباتى اللى اكيد هيبقى فيه الفايل ده وكل شوية افتحه واتفرج واقرا اللى كتبته قبل كدة واعدل فيه يعني من الاخر الفولدر المعذب عندي
كمان هتلاقى فايل الدونلودز وده مش فيه غير شوية صور ملهاش تلاتين لازمة وبتتمسح بالتقادم
كمان الياهو والهوتمايل والاسكايبي والفايرفوكس عادى
وآدي يا سيدي كمان..... ايه ده؟ هى فين؟ كانت هنا على اليمين اه كان في صورة
ايه ده هى  كانت صورة مين؟وتبع مين؟ وجات امتى واتمسحت ازاى؟
آه افتكرت دي كانت صورتك انتى... كانت موجودة على الديسكتوب وانا اللى مسحتها من شوية .... ده انا اساسا فاتح الوورد وبكتب علشان اقولك دلوقتى انها راحت الريسايكل لا لا انا مش بحط حاجة ف الريسايكل دي اخدت شيفت ديليت ايوة علشان علاقتي بصاحبتها انتهت ........ اييييييييييييوة بالظبط انا كنت هكتب حاجة ...  حاجة مهمة ان انتى كمان اتمسحتى ب شيفت ديليت بس ومفيش اي تغيير تانى وهيفضل ديسكتوبّي فيه صورتى على عربية مش بتاعتى ف شارع مش شارعنا وانا واقف مستني ايه يا ترى معرفش
بس يا رب افتكر قبل ما البطارية تفصل ...................















بقلم:أ/هيثم شاهين

السبت، 28 يناير 2012

ملك البوم

هذه القصيدة من نظم الشاعر الطبيب/ نوبي أبو زيد جيلاني 

ملك البوم
بأجنحة تهالك ريشها يبغي السفر 
و يعيش في أحشائه طفل صغير .... لا يلوم و ما أعتذر
قد كان صقرا في زمان البوم يوما .... حاكما كل الرعايا أمرا و ما أتمر
زوجوه ألفا من نساء الطير ..... زوجوه كل من تشبه قمر
زاد في الأطفال خمسا ... زاد في الأطفال عشر .... ربما أثنى عشر
قالوا هذا الرب فينا لا يشيخ و ما فتر 
ألف عش قد سكن 
في الرؤوس و في العيون
في الأيادي و في القدم
في الزروع و في البيوع
في البوادي و في الحضر
صورة فوق الجدار .... صورة تحت الجدار ... صورة في كل دار.... أو كنقش على الحجر
في الأذاعات يقول
مالئ بالحب بطنه
رافعا كالصقر رأسه
شاتما كل بشر
ان رأى في الأفق ديكا
قال هذا قيدوه أذبحوه كفروه.... كيف نادى للصلاة؟ .... ماذا يبغي في الجباه؟
كل رأس فوق رأسي قد تنكس و أنكسر 
اني قد صرت الخليفة 
باقيا بعد الزمان
عاليا فوق المكان
انني أجري النهر
صلوا جميعا كي يطول الريش 
عاما بعد عام
كي يعيش البوم قهرا على الدوام
كي تكون حربا على البغاة من الديوك
كي نحيل الفجر ظلمة 
حتى لا يأتي عمر