السبت، 19 يناير 2013

كرهتنى لاسم






اسمي يشبه كثيرا اسماء من هم في جيلي مع قلة تكراره ودلالته على صغر سنى الا ان قله تكراره ما يجعل اى شخصية تحمل هذا الاسم تعلق ف الذاكرة ويتاثر العقل الباطن بكل من نقابله بخلفية خبرته معه شخص يحمل هذ الاسم فان كانت التجربة غير سعيدة تجده متحقز ضدنا ليس لشىء الا للاسم فقد ارتبط في ذاكرته بشخص اذاه وان كانت سعيدة فانه يتعامل معنا كمان كان يتعامل معه الحامل السابق للاسم ويتوقع معاملته كما كان سابقنا يعامله.
صدقا لم يكره احدا اسمه كما كرهت اسمى ف طوال حياتى وانا اسير هذه الاربع حروف والتى تبدا بحرف ال (ه)الحرف رقم 26 ف الحروف الهجائية وكما هو متوقع كنت دائما في ذيل القوائم التى ترتب ابجديا وهذا ما كان يجعلنى انتظر طويلا ف اي شيء ف اصحاب الاسماء اللتى تبتدأ بحروف في راس الابجديات غالبا ما ياخذون افضل المواقع وافضل الاشياء في اقصر الاوقات حتى كبرت لاعرف انى في ذيل قائمة الحياة وانى دائما لن احصل على الافضل ودوما ساخسر الكثير من وقتى بلا فائدة ف تعلمت من اسمى فضيلتين الصبر والرضا وحينها اعتززت باسمى جدا
يوما ما قرات مقال للصحفى الساخر يوسف معاطى يروى قصته مع اسمه حمدت الله ان اسمى يبدا ب(ه)وليس (ي)فان كانت قائمة من 28 اسما كنت انا فيها ال26 فانه كان الاخير اى احساس هذا انك الاخير بسبب اسمك فابتسمت ورضيت بل وفرحت لحكمة لم ادركها فانا كنت انظر خلفى في الصف فاجد من هم خلفى اما هو فلا يرى الا ظله
احببته,عشقته احببت التميز به ف عندما ياتى ذكر شخص ما ف يقال فلان فلان(اسمه واسم ابيه)اما حين اذكر ف فقط يقال اسمى ف يعرف المستمع من يقصده المتكلم بل واصيحت اغار عليه حين اقابل من يحمل نفس الاسم واتسائل من هذا ليحمل اسمه انا حامله تحول معى الاسم الى لقب او وسام او نوط لا يحق لاحد حمله غيري
اما ما كان يؤرقنى سابقا بهذا الاسم كان ايضا رمزيته لصغر الحجم او ليونة صاحبه الا ان ضخامة بنيانى وكذلك قساوة ملامحى بالاضافة لشخصيتي الحادة محت ما بهذا الاسم من ليونة....
انا وهى والاسم...
حين قابلتها في بادىء تعارفنا لحظة نطقى باسمى رايت خيبة امل في عينها كمن تقول الم تجد غير هذا الاسم..استغربت النظرة التى لم افهمها في حينها وما هى الا لحظات وكانت مقابلتنا الاولى اكثر من رائعة ثم جائت الثانية والثالثة ف الرابعة ولاحظت خلالهم انها تتجنب نطق اسمى وكنت افتقد سماعه يتردد على شفتيها  ف كانت تستبدله بالقاب عامة كانت تزيدنى شوقا لاسمى ووجدتنى اصمت وينعقد حاجباى لاسأل بسخرية((انسيتى اسمى؟)) ف صمتت وطال صمتها حتى نسيت سؤالى واذا بها تخبرنى بسرها العظيم في ثلاث كلمات ((اسم حبيبي السابق)) وكنت انا على معرفة مسبقة بهذا الحبيب الذي لا تستطيع ان تصفه انسانا بعد ما فعله بها .
لم ادرك كم من الوقت صمت ولكن ما ادركه انى هززت برأسي ك علامة تفهم وكذلك نظرة باردة توحي بعدم الاهتمام واليكم ما حدث بعدها...
انا وهى واللعبة.....
بعد فترة الصمت  انفلت زمام لسانها لتبدأ حديثها بان الاسم لا يفرق معها غير انها لم تعتد ان تنادى به غيره ثم استطردت تحكي قصتهما معا ووجدتنى اقارن بيني وبينه ف كل كلمه ولكن ما لم اتوقعه ان اجدنى ادافع عنه باستماته لم اعرف هل ادافع عنه لانى ادافع عن رجل مثلي ام لانه على حق ام لانه يحمل هذا الاسم ف انى بالتبعية ادافع عن نفسي حتى انها لاحظت دفاعى عنه الغير مبرر ف قاطعتنى بسؤال((هل تعرفه؟))اجبت بالنفي ف سالت عن السبب فاشرت بعلامة لا اعلم واغلقنا هذا المجال واذا بها بعد ذلك تضعنى بمقارنه معه ف كل موقف دون ان تصرح ولكنى لاحظت نظرة الترقب في عينها عند كل منعطف نمر به سويا تلك النظرة التى تقول (ارنى ماذا ستفعل)ف كنت اشعر دائما بهذه الملاحقة..اول الامر استهوتنى اللعبة ف كنت في تحد مع نفسي ومعه ومعها في آن واحد واستمر الحال هكذا انتصار وراء الآخر وتحد بعد تحدي حتى انتهت اللعبة واعلنت انى انا مختارها صاحب الرقم القياسي اول من وصل للمنتهى ومن قطع الطريق خلفه امام اى احد اخر يفكر ان يسلك هذا الدرب وهنا قررت انا ايضا مصارحتها بحقيقة انها كانت تحدي لى لا اكثر ولكن حدث ما لم اكن اتوقعه ان شيئا في صدرى تحرك ف انقلبت اللعبة واصبحت اسير جزاء عملى لكن عقلى ظل يناضل ليكسب ارضا بساحة  قلبي وهذا القلب ظل رافعا راية العصيان عسى ان يخنع العقل وكانت حربا ضروس انتصر فيها كالعادة العقل وكانت كأى حرب تترك وراءها ضحايا فقد كانا قلبينا هما ضحاياها ...انتهت الحرب ولكن ظلت معارك الاستنزاف بيننا تفقدنا ما تبقى فينا من كبرياء وذكريات ومشاعر الا ان اتت المعركة الاخيرة حيث هزمت جميع الاطراف وامتلأت الساحة بالدماء والاشلاء ولم يتبقى شىء الا احساس بالبرودة ولم نعد نشعر بشىء اطلاقا حتى وخز كلمة احبك لم نعد نشعر بها ف اصبنا بالتبلد وانزوى كل مننا يلملم اشلاء قتلاه غسلناها بدموعنا وطيبناها بمسك دمانا وكفناها في اكفان ايامنا وذكرياتنا وشيعت الجنازات الى قبر صدورنا واشتغلنا نلقى عليها برماد الاحاسيس العذرية ونكفكف عليها لنرش عليها ماء شهوتنا ونقف لنرتل زجلا كتب فقط عشقا لها وها هو يقرأ لرثائها ف ها نحن ندفن كل ما تبقى فينا حتى انسانيتنا
ننتهى ليذهب كل منا يبحث عن فريسته القادمة ليقتات على مشاعرها احاسيسها احلامها براءتها فقد تحولنا الى مصاصي احلام بل مصاصي انسانية ....وابتدت اللعنة

بقلم:أ/هيثم شاهين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق