الأحد، 20 يناير 2013


نظرية القٌمٌّص


        تبدأ القصة عندما تم تعيين موظف جديد يدعى القمص ليعمل  كمشرف غرف ولكن لظروف صحية خاصة به تم منعه من العمل بغرف النزلاء وقصر عمله على غرف العاملين وكذلك تواجده في الأماكن العامة لفترات محددة
لأول وهلة عندما تراه تشعر بالأسى أو الحزن فكيف لهذا الشخص ذو الأحتياجات الخاصة يعمل بهذه الوظيفة المجهدة وكيف له أن يقبل وهو ذو تعليم عالى ان يرضى بهذا الراتب الضعيف الغير قابل للزيادة وعدم امكانية الحصول على مصدر ثاني للرزق في هذا العمل
شأنى شأن سائر زملائي بالعمل تعاملنا مع هذا القمص بالعطف والاحسان في  حدود امكانياتنا الضعيفة هى الاخرى ولكنها نسبة اليه أفضل بمراحل الا انى كنت أستغرب كره ونفور شركاء قسمه منه وتضايقهم من مجرد وجوده ولكنه نجح في ان يحول نفسه الى أحد أهم الأفراد بهذا الفندق العائم وذلك بأنه كان يملك ما لم يملكه أحدا منا...الوقت
فلم يكن أحدا منا ليملك الوقت ليشترى حاجياته الأساسية من خارج الفندق الا نادرا وكذلك عدم وجود منافذ لشراء هذه الأحتياجات طوال الوقت لأنها ترتبط بشكل اساسي بمكان تواجدنا
الا القمص فكان يملك الوقت الكافى الذى يتيح له الخروج والذهاب لأى مكان في أي وقت بحكم عدم وجود عمل حقيقي له داخل الفندق كان كلما يصرح احدنا بحاجته لشراء شىء كان القمص يتطوع لشراءها وبالطبع مقابل بضع جنيهات له وكذلك بدأت القصة أصبح القمص هو المورد الرئيسي لأى شىء في أى وقت هو تقريبا لا ينام الا بضع ساعات وتطور أداء القمص من مجرد التعامل مع العاملين ليصل لرؤساء الأقسام ومنها للمديرين وليس انتهاء بمرشدين المجموعات حتى تحول القمص الى أسلوب حياة
فكنا لا نستطيع التفكير في شراء شىء الا ويتوارد الى ذهننا من سيقوم بشراءه من الخارج وما هى الا لحظات وتقرر أن من سيقوم بشراءها هو القمص ولحظات اخرى ويكون القمص امامك وبعدها بدقائق وسيكون ما اردته بين يديك
واستمر الحال على ما هو عليه ويزداد اعتمادنا على القمص وساعد على ذلك معرفته الفريدة بأماكن بيع أي شىء في أي مدينة نكون فيها وبذلك يكون هذا القمص هو غايتنا في حد ذاته وما كان ينفر زملاء قسمه منه ايضا هو حرصه الشديد على الاعتداء على اختصاصات عملهم كذلك التواجد في اماكن عملهم بشكل مستمر بداع او بدون وبالطبع لم يفهم احد منا هذا التصرف الا افراد طاقم قسمه الذي بدأ بالشكوى من استحواذ القمص على اكرامياتهم من النزلاء بهذه الطريقة بل وجعل الامر يبدو كصدفة او كرم من النزيل مما يترتب عليه نقص مواردهم من النزلاء وهم الذين يبذلون الجهد الاقصي وكل العمل المرتبط بالنزيل ليأتى فيأخذ مقابل عملهم بدون وجه حق
وجاءت لحظة وجدت فيها القمص حزين ويجلس وحيدا فذهبت لأساله عن سبب أساه لأسمع ما هالنى  بأن السيارة الأجرة التى يمتلكها قد تعرضت لحادث وانه حزين على مبلغ اصلاحها وايضا فترة توقفها عن العمل للاصلاح وكذلك الدخل القادم منها
سالت نفسي هل يملك القمص سيارة يؤجرها؟ فلم يرضى بهذا العمل المهين اذا كان يمتلك ما يغنيه عنه؟
وعندها سألت أحد العالمين ببواطن الامور لأكتشف ما هالنى وهو ان القمص من اصحاب الاملاك بالفعل بل ويمتلك ارض زراعية بجانب السيارة الاجرة والمنزل وان عمله هنا ما هو الا زيادة لدخله ولتوفير ثمن السيارة الثانية كادت الصاعقة تنال منى وانا افكر بنفسي وراتبي المتهالك وبدلتى المهترأة لأسأل نفسي هل يقبل القمص أن أعمل لديه على السيارة الجديدة......؟



بقلم: أ/ هيثم شاهين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق